ابحث مع الشرطة عن فلافيو وجوزية

حصل الأنجولي فلافيو أمادو على إجازة من النادي الأهلي لمدة خمسة أيام سافر خلالها إلى بلاده أنجولا بحجة المشاركة في مباراة لمنتخب أنجولا في تصفيات كأس الأمم الإفريقية أو هكذا أعلن النادي الأهلي على لسان مسؤوليه أو عبر موقعه الرسمي على الإنترنت.

ولكن الغريب في الأمر أن أنجولا أنهت مشوارها في التصفيات الإفريقية منذ شهر تقريبا ولم يكن لديها أي مباراة في التصفيات خلال الأسبوع الماضي، فالتصفيات الإفريقية جميعها انتهت منذ شهر تقريبا بخلاف أربع مباريات فقط كانت مؤجلة من ضمنها مباراة مصر مع بوتسوانا ولم يكن من ضمنها أي مباراة لأنجولا التي لعبت جميع مبارياتها الست.

تصورت في البداية أن فلافيو ذهب للمشاركة في مباراة ودية دولية مع أنجولا ولكن مسؤولي الأهلي "فهموا غلط" أنها مباراة في التصفيات، ولكني راجعت جدول جميع المباريات الودية الدولية التي أقيمت الأسبوع الماضي فلم أجد أي مباراة لمنتخب أنجولا ضمنها


وبالدخول على الموقع الرسمي للاتحاد الأنجولي لكرة القدم وموقع وكالة الأنباء الأنجولية ووجدت أن منتخب أنجولا لم يخض أي مباراة رسمية أو ودية أو حتى شرفية خلال الأسبوع الماضي بالكامل، بل والأغرب أنه خلال الفترة التي قضاها فلافيو في أنجولا أقيمت مباريات الجولة قبل الأخيرة للدوري الأنجولي وهو ما يؤكد عدم إقامة أي مباراة أو حتى معسكر لمنتخب أنجولا.

أما أطرف ما في الأمر أن فلافيو لدى وصوله لمصر وانضمامه لتدريبات الأهلي حصل على راحة في اليوم الأول وقام بتدريبات خفيفة بحجة أنه عائد من مباراة قوية!

يوجد احتمالين لا ثالث لهما في هذه القضية، الأول هو أن يكون فلافيو هو من ضحك على مسؤولي الأهلي وأوهمهم بالسفر لأنجولا للمشاركة في مباراة رسمية لمجرد الحصول على إجازة يقضيها في بلده أو الذهاب للإختبار في أحد الأندية الأوروبية ووقتها تكون فضيحة لمسؤولي الأهلي وجهازه الفني لعدم علمهم بجدول مباريات أنجولا.

أما الاحتمال الثاني فهو أن يكون فلافيو حصل على إجازة أو سافر للإختبار في أحد الأندية الأوروبية ولكن مسؤولي الأهلي ضحكوا على وسائل الإعلام المصرية وأعلنوا أنه سافر للمشاركة في مباراة رسمية ووقتها تكون الفضيحة أكبر.

قصة سفر فلافيو إلى أنجولا بدون سبب واضح أو مقنع تتشابه تماما مع قصة أخرى حدثت في الأهلي أيضا الأسبوع الماضي، حيث حصل جوزيه على إجازة لمدة ثلاثة أيام وأعلن أيضا مسؤولو الأهلي أنه سيقضيها في أحد المدن الساحلية في مصر وتحديدا "مارينا" ولكن فوجئنا بعد ذلك بأن جوزيه سافر سرا إلى الاردن وحضر مباراة الوحدات والرمثا في الدوري الأردني ونشرت له صحيفة العرب اليوم الأردنية صورة وهو في ملعب المباراة.

وسفر جوزيه للأردن بالتأكيد لم يكن للنزهة أو للسياحة ولكن البعض فسر سفره المفاجىء والسري أنه تلقى عرضا مغريا لتدريب أحد الأندية الأردنية وفسره البعض الاخر بأنه ذهب لمشاهدة لاعبا أردنيا في المباراة بغرض ضمه للأهلي، ولكن عدلي القيعي مسؤول التعاقدات نفى جملة وتفصيلا أن الأهلي يفاوض أي لاعب أردني ونفى علم إدارة الأهلي بسفر جوزيه إلى الأدرن، وبذلك يكون الاحتمال الأول هو الأقرب.

الغريب أن مسؤولي الأهلي أعلنوا بعد عودة جوزيه أن سفره للأردن كان لزيادة صديقه نيلو فينجادا المدير الفني لمنتخب الأردن وهو كلام لا يمكن أن يقنع "عيل صغير".

يجب أن يعلم مسئولو الأندية واللاعبين والأجهزة الفنية أننا أصبحنا في عصر "الإنترنت" حيث أصبح العالم كله قرية صغيرة وباتت المعلومات متاحة لدى الجميع من مختلف أنحاء العالم، ويجب على الجميع أن يلتزم بالشفافية والمصداقية في التعامل مع وسائل الإعلام بدلا من الكذب "واللف والدوران" بدون داعي لأن "الكذب مالوش رجلين".